انعقد يوم 2 مارس 2015 بالعاصمة البرتغالية لشبونة ، الاجتماع الوزاري الثاني حول البيئة والطاقات المتجددة في إطار الحوار الغربي المتوسطي 5+5، برئاسة المغرب والبرتغال . وتجتمع هذه الدورة تحت شعار ( تحديات التغيرات المناخية والتعاون في مجال الطاقات المتجددة ) . ويناقش المجتمعون خلال اجتماعين ، موضوعين مهمين هما الطريق نحو باريس ،
المراحل التي يجب قطعها من أجل التوصل إلى إتفاق طموح في العام 2015 والطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ، بالإضافة إلى اجتماع على مستوى الخبراء . وحسب خبراء الطاقة المتجددة ، فإنه سيتم خلال هذه الدورة التركيزعلى اتخاذ توصيات مهمة للتعاون في مجال الطاقات المتجددة ، والتأكيد على نقل التكنولوجيات النظيفة إلى بلدان الجنوب. ولأهمية موضوع الطاقة المتجددة ، فقد أولى المجتمع الدولي حرصا شديدا بهذا الجانب المهم ، وذلك من خلال المؤتمرات العديدة التي عقدت لتناول موضوع الطاقة وطالبت في توصياتها جميع دول العالم تكثيف الجهود لاستخدام هذه الطاقة النظيفة وإيلاء جانب ( الطاقة المتجددة ) أهمية خاصة باعتبارها المصدر الوحيد الخالي من المخلفات الضارة بالبيئة والحياة بصفة عامة. وقد وقعت 171 دولة على بروتوكول الوكالة الدولية للطاقة المتجددة فيما بلغ عدد أعضائها 137 دولة ، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي . وفي تقرير حول وضع الطاقة المتجددة في العالم، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة : " إن إجمالي الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة بلغت 264 مليار دولار في 2014 بزيادة 50 مليار دولار عن العام 2013 " . ويؤمن وظائف لـ (5ر6) ملايين شخص في العالم بحسب ارقام العام 2014 ، بزيادة 14بالمائة مقارنة بالسنة السابقة. وفي هذا السياق ، فإن ليبيا تتمتع بمصادر هائلة للطاقة المتجددة متمثلة في الإشعاع الشمسي ، والرياح ، وطاقة الجوف الحرارية ، والكتلة الحية ، فقد أوضحت الدراسات العالمية المقدمة من مركز الفضاء الألماني عن الإمكانيات التقنية والاقتصادية لمصادر الطاقة المتجددة في دول منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ( دول جنوب أوروبا وشمال افريقيا ، ودول الشرق الاوسط ) ، ومن ضمنها ليبيا ، بأن بها إمكانيات ضخمة من هذه الطاقة المتجددة. ويعتبر الوطن العربي ، من أغنى مناطق العالم ً بموارد الطاقة المتجددة، وأهمها الطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، فقد ذكر تقرير المنتدى العربي للبيئة و التنمية (افد) ، أن لدى المنطقة العربية قدرة كهرمائية مركبة تبلغ نحو (7ر10) ميغاوات، وتوجد محطات كهرمائية كبيرة . وأكدت دراسات وأبحاث خبراء الطاقة المتجددة ، أن الوطن العربي يتمتع بموارد هائلة من الطاقة الشمسية تبعـاً لموقعه الجغرافي المميز الذي يجعله يمتلك أعلى سطوع شمسي ، حيث يقع جزء كبير منه ضمن ما يسمى بحزام الشمس الذي يستفيد من معظم أشعة الشمس الكثيفة على الكرة الأرضية من حيث الحرارة و الضوء على حد سواء. وتشير الدراسات ، إلى أن مصادر الطاقة الشمسية في البلدان العربية تتراوح بين 1460 و 3000 كيلووات ساعة في المتر المربع في السنة . كما أن العديد من الدول العربية مؤهلة للاستفادة من طاقة الرياح ، مما يجعلها مؤهلة لتوليد الكهرباء من الرياح . ويعرف خبراء الطاقة بقولهم إن" الطّاقة المتجددة هي الطّاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد أي الّتي لا تنفذ, وهي تختلف عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم والغاز الطبيعي ، أوالوقود النووي الّذي يستخدم في المفاعلات النووية . وتنتج الطّاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس , كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت. يذكر أن الحوار الغربي المتوسطي 5+5 إطار تمت أحداثه في 1990 عقب اجتماع لوزراء الشؤون الخارجية للدول العشر المطلة على المتوسط الذي انعقد بروما ، ويهدف إلى تطوير مجال للتعاون الإقليمي بين البلدان المتوسطية في مختلف القطاعات . وكانت الدورة الأولى لهذا الاجتماع، الذي شارك فيه عشرة بلدان من ضفتي المتوسط هم المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا، والبرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا، قد انعقدت في 2010 بوهران بالجزائر. ...(اعداد/محمد الرقيعي-وال